من خلال تجربتي الطويلة في السياسية الألمانية تبين لي أن السياسي في الدول "الديمقراطية" أكثر ما يخيفه هو ليس المعارضة أو المنافسين له داخل حزبه أو الناخب الذي أوصله بصوته إلى موقع المسؤولية، بل ان ما يخيفه هو وسائل الإعلام والتي تسمى بالسلطة الرابعة. لهذا السبب يطرح السياسي في الدول "الديمقراطية" السؤال التالي على نفسه: ما هو وجه الشبه بين السياسي والذبابة؟ ويجيب على نفسه بنفسه ! الاثنان يمكن قتلهما بجريدة! وهذا يعني ان هناك خطوط حمراء عليه أن لا يتجاوزها وأن يلتزم بها تتلخص "بالوصايا الإثنى عشر" وهي التي ضعت من أجله وعليه الالتزام بها خلال ادائه لمهام منصبه ويرتبط بها مستقبله السياسي وشهرته وسمعته وكرامته والا تم تصفيته سياسيا واجتماعيا خلال أسابيع قليلة كما حصل مع السياسي الألماني الأشهر صديق العرب الراحل "يورغن مولامان" الذي مات بشكل غامض بعد أن قام الإعلام الألماني بتهيمشه وتشويه صورته وشخصيته بشكل سافر على اثرمواقفه الشجاعة الى جانب القضايا العربية العادلة عندما استمع لصوت ضميره وقال كلمة حق. وحسب رأي أصحاب الخبرة كان هذا سببه تجاوزه للخطوط الحمراء مما أغضب إسرائيل ولوبيها في العالم "الديمقراطي". حيث تم شن حملة اعلامية ضده في حينه كان يراد منها تلقينه درسا وجعله عبرة لمن يعتبر


0 comments:
إرسال تعليق