الأحد، 29 مارس 2009

من قصص الأنبياء (1)

إدريس عليه السلام

قال الله تعالى: { واذكر فى الكتاب إدريس أنه كان صديقًا نبيًا ورفعناه مكانًا عليًا} فإدريس، عليه السلام، قد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو خنوخ هذا، وهو فى عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أول بنى آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث، عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق: أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثمانى سنين.
وقوله تعالى: {ورفعناه مكانا عليا} هو كما ثبت فى الصحيحين فى حديث الإسراء: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو فى السماء الرابعة).
ولوجوده في السماء الرابعة قصة طريفة.. فقد روى ابن جرير قال: سأل ابن عباس كعبًا، وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: {ورفعناه مكانا عليا} فقال كعب: أما إدريس، فإن الله أوحى إليه أنى أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بنى آدم، فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال: إن الله أوحى إلى كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى ازداد عملا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان فى السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت فى الذى كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهرى، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت، وقيل لى: اقبض روح إدريس فى السماء الرابعة، فجعلت أقول كيف أقبض روحه فى السماء الرابعة وهو فى الأرض؟ فقبض روحه هناك.. فذلك قول الله عز وجل: {ورفعناه مكانا عليا}.
ورواه ابن أبى حاتم عند تفسيرها، وعنده: فقال لذلك الملك: سل لى ملك الموت كم بقى من عمرى؟ فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال: لا أدرى حتى أنظر، فنظر، فقال: إنك لتسألنى عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين
.

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا جستايه على الموضوع الجميل واهلا بيكى نورتى البلوج

    ردحذف