بسم الله الرحمن الرحيم
لقد خاطب الله الذين لم يؤمنوا بالقرآن العظيم أنه كلام الله أن يكتبوا مثله فلم يستطيعوا أن يكتبوا ولا حتى سطرا واحدا مثله، فدل على كذبهم وعجزهم أمام عظمة كلام رب العالمين، ودل ذلك على صدق القرآن الكريم وأنه كلام الله الحق المنزل بعلم الله. قال ربنا سبحانه وتعالى: )أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين* فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون( هود-14
إن كل ما جاء في القرآن الكريم حق، فالحقائق العلمية، والتاريخية، والطبية، والرياضية، والجغرافية، والمعلومات التي وردت فيه عن المستقبل هي حقائق يستحيل أن تكون معروفة في الزمن الذي أعلنتها الآيات الكريمة خاصة إذا ما نظرنا إلى المستوى العلمي والتكنولوجي الذي كان سائدا في ذلك الزمن. ومن الواضح أن هذا دليل جلي على أن القرآن ليس من كلام البشر، القرآن هو كلام الله القدير خالق كل شيء والذي وسع كل شيء بعلمه ورحمته. القرآن الكريم أنزله الله إلينا رحمه وهدى ليخرجنا به من الظلمات إلى النور ويهدينا به إلى الإيمان الصحيح، وإلى السعادة في الدنيا والآخرة، الكتاب الكريم الذي لاتنتهي عجائبه، فقد وضع الله به تلك العلوم الواسعة، والمعجزات الكثيرة لنؤمن أنه من عند الله، ولنقوم بتطبيق مافيه من أوامر إلهية لنضمن سعادتنا في الدنيا والآخرة، فهو كلام الله الحق الذي أنزله الله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمهمتنا هي أن نقرأ القرأن الكريم قراءة تفكر وتدبر وفهم لكلماته ومعانيه ولآياته، قال الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)، فلكي ننال من بركات القرآن الكثيرة يجب علينا أن نقف عند كل آية ونفهم معناها ومقصدها وواجبنا نحوها، وأن نعرف متطلباتها ونعلمها لغيرنا، وأن نتجنب محارمها، ونتبع أخلاقياتها، وننفذ أوامرها، بذلك فقط نقوم بحق القرأن وننال شهادة الإيمان بالقرأن، ولكي نفهم كلام الله يجب أن يكون قلبنا حيا وليس ميتا، ولا يكون القلب الحي إلا بكثرة ذكر الله، قال ربنا: (أقرأ باسم ربك الذي خلق) أي اطلب العلم بكثرة ذكر الله.


0 comments:
إرسال تعليق