عد يومين من الإعلان عن تنحيه من منصبه ، فوجيء الجميع بتصريحات وتقارير صحفية تتحدث حول أن مبارك كان لا يعي بشكل كامل في الفترة الأخيرة حقيقة ما يحدث على أرض الواقع بسبب التضليل الذي كان يتعرض له من "شلة" نجله جمال .
ورغم أن البعض قد يتعاطف مع مبارك على إثر ما سبق ، إلا أن هذا لا يعفي الرئيس المصري السابق من المسئولية في ضوء حقيقة بسيطة وهي أن الرئيس أو الحاكم أو المسئول يجب أن يكون على دراية بكافة الأمور صغيرها قبل كبيرها باعتبار أن مصير الأوطان ليس لعبة أو مغامرة .
بل إنه في حال تم تصديق أن مبارك كان في غفلة عما حدث في الفترة الأخيرة ، فإن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن الرئيس المصري السابق دفع بصفة عامة ثمن أخطاء 30 عاما قضاها في الحكم انتشر خلالها الفساد في أغلب قطاعات الدولة وتم الزواج الكاثوليكي بين السلطة والمال بل وتراجع دور مصر خارجيا بشكل غير مقبول بالمرة بالنسبة لدولة بمكانة أرض الكنانة .
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن طريقة التعامل مع ثورة شباب 25 يناير تؤكد أن أغلب مؤسسات الدولة كانت من الهشاشة لدرجة عجزت معها عن التعامل بطريقة صحيحة مع أزمة مفاجئة لم تكن بالحسبان وهو الأمر الذي طرح كثيرا من التساؤلات حول جدوى السياسات التي اتبعها نظام مبارك وقامت أساسا على تحقيق الاستقرار حتى وإن كان ذلك على حساب كرامة وحياة المواطن المصري ، فقانون الطواريء والقمع الأمني سقطا أمام أول اختبار حقيقي وكانت الكلمة العليا في هذا الصدد لـ "البلطجية" ، الأمر الذي أساء كثيرا لصورة مصر أمام العالم .
بل وهناك من ذهب أيضا إلى أن الأخطاء القاتلة التي ارتكبت خلال ثورة 25 يناير والتي تسببت في سقوط حوالي 300 شهيد وأكثر من 5000 آلاف جريح هي كفيلة لوحدها لإسقاط نظام مبارك بغض النظر عما تحقق في عهده من إيجابيات وسلبيات طيلة 30 عاما.
وهناك أمر آخر في هذا الصدد وهو أنه كانت هناك مؤشرات واضحة للانفجار الشعبي خلال السنوات العشر الأخيرة تحديدا ولم يحرك نظام مبارك ساكنا لتلافيها وتم الاكتفاء فقط بالمسكنات ومن أبرزها حادثة غرق عبارة "السلام 98 " وحواث القطارات المتعددة والمبيدات المسرطنة والعشوائيات وكارثة الدويقة وأطفال الشوارع وهروب بعض رجال الأعمال بمليارات الدولارات


0 comments:
إرسال تعليق